قال قتادة : علموا أن ذلك كائن بما رأوه ممن كان قبل آدم من الجن.
وقال عبد الله بن عمر : كانت الجن قبل خلق آدم بألفى عام ، فسفكوا الدماء ، فبعث الله إليهم جندا من الملائكة ، فطردوهم إلى جزائر البحور.
وقيل : لمّا اطلعوا عليه من اللوح المحفوظ ، فقيل : أطلعهم عليه هاروت وماروت ، عن ملك فوقهما يقال له «السجل».
وقيل : لأنهم علموا أن الأرض لا يخلق منها إلّا من يكون بهذه المثابة غالبة.
* (وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ) [البقرة : ٣٠]
والتسبيح : تنزيه الله وتبرئته عن السوء.
روى طلحة عن عبيد الله ، قال : سألت رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ عن تفسير «سبحان الله» فقال : هو تنزيه الله عزوجل عن كل سوء (١).
أى نعبدك دائما ، لا يعصيك منا أحد. فإن كان المراد بخلق هؤلاء «الخلائف» أن يعبدوك ، فها نحن لا نفتر ليلا ولا نهارا عن التسبيح بحمدك ، والتقديس لك. وتقديس الله ـ معناه ـ تمجيده وتعظيمه وتطهير ذكره عما لا يليق به.
روى مسلم ـ أن رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ كان يقول فى ركوعه وسجوده : «سبوح ، قدّوس ، ربّ الملائكة والروح»
قال سبحانه : (إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ) [البقرة : ٣٠] أى أعلم من المصلحة الراجحة فى خلق آدم وذريته ما لا تعلمون.
__________________
(١) تفسير القرطبى ١ / ٢٧٦