وهنا يتجلى استفسار هام : متى خلقت حواء .. وكيف؟
إن سياق هذه الآيات يقتضى أن خلق حواء كان قبل دخول آدم إلى الجنة ، لقوله تعالى : (وَيا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ ،) فمعنى ذلك ـ أن الله ـ عظمت قدرته ـ خلقها أولا ، ثم أمرهما معا بدخول الجنة .. وهو ظاهر هذه الآيات ..
* ولكن حكى السدى ـ بإسناده ـ إلى ابن عباس ، وابن مسعود ، وناس من صحابة رسول الله. أنهم قالوا :
«أخرج إبليس من الجنة ، وأسكن آدم الجنة ، فكان يمشى فيها وحشى ، ليس له فيها زوج يسكن إليها ، فنام نومة ، فاستيقظ وعند رأسه امرأة قاعدة ، خلقها الله من ضلعه. فسألها : ما أنت؟ قالت : إمرأة ، قال : ولم خلقت؟ قالت : لتسكن إلىّ ، فقالت له الملائكة ينظرون ما بلغ من علمه : ما اسمها يا آدم؟ قال : حواء؟ قالوا : ولم كانت حواء ؛ قال : لأنها خلقت من شىء حى.
قال ابن عباس : إنها خلقت من ضلعه الأقصر الأيسر ، وهو نائم ، ولأم مكانه لحما. ومصداق هذا .. فى قوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ ، وَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها ، وَبَثَّ مِنْهُما رِجالاً كَثِيراً وَنِساءً ..) [النساء : ١]
وفى قوله سبحانه : (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْها زَوْجَها لِيَسْكُنَ إِلَيْها ، فَلَمَّا تَغَشَّاها حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ)
[الأعراف : ١٨٩]
وجاء فى الصحيحين ، عن أبى هريرة ـ رضى الله عنه ـ عن النبى ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أنه قال : «استوصوا بالنساء خيرا ، فإن المرأة خلقت من ضلع ،