وإنّ أعوج شىء فى الضلع أعلاه ، فإن ذهبت تقيمه كسرته ، وإن تركته لم يزل أعوج ، فاستوصوا بالنساء خيرا» (١)
* وقد تباينت آراء المفسرين فى نوع الشجرة : التى ذكرها الحق ـ سبحانه ـ فى قوله تعالى : (وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ)
فقيل : هى الكرم.
وروى عن ابن عباس ، قال : وتزعم يهود أنها الحنطة ، قال وهب : والحبة منها ألين من الزبد ، وأحلى من العسل.
وقال الثورى ، عن أبى مالك : هى النخلة
وقال ابن جريج عن مجاهد : هى التينة
وقال أبو العالية : كان شجرة من أكل منها أحدث ، ولا ينبغى فى الجنة حدث.
وهذا الخلاف قريب ، وقد شاء ربّ الجنّة ـ سبحانه ـ لحكمة يعلمها ، أن يبهم ذكرها وتعيينها ، ولو كان فى ذكرها مصلحة تعود على عباده لعيّنها لنا ، كما فى غيرها من المحال التى تبهم فى القرآن.
* وهنا تبرز قضية هامة .. هل الجنة التى أدخلها آدم ـ عليهالسلام ـ فى السماء أو فى الأرض؟ هذا الموضوع كان موضع خلاف كبير ، وجدال واسع بين العلماء.
* فيرى الجمهور .. أنها هى التى فى السماء ، وهى جنة المأوى ، ويستشهدون لذلك بظاهر الآيات والأحاديث ، كقوله تعالى : (وَقُلْنا يا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ) [البقرة : ٣٥]
__________________
(١) هذا لفظ البخارى.