وقوله تعالى : (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) [البقرة : ٣٧] قال مجاهد وسعيد : هى قوله سبحانه : (رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَتَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ) [الأعراف : ٢٣]
وقال ابن أبى حاتم ـ باسناد ـ عن أبىّ بن كعب ـ قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «قال آدم ـ عليهالسلام : أرأيت يا رب إن تبت ورجعت أعائدى إلى الجنة؟. قال نعم ، فذلك قوله تعالى : (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ) الآية.
قال مجاهد : الكلمات : «اللهم لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك ، رب إنى ظلمت نفسى فاغفر لى إنك خير الراحمين ، اللهم لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك ، رب إنى ظلمت نفسى فتب علىّ إنك أنت التواب الرحيم»
وروى الحاكم والبيهقى وابن عساكر ـ بإسناد ـ عن عمر بن الخطاب ، قال : قال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم : «لما اقترف آدم الخطيئة ، قال : يا رب .. أسألك بحق محمد إلّا غفرت لى. فقال الله : فكيف عرفت محمدا ، ولم أخلقه بعد؟ فقال : يا رب ، لأنك لما خلقتنى بيدك ، ونفخت فىّ من روحك ، رفعت رأسى فرأيت على قوائم العرش مكتوبا : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله» فعلمت أنك لم تضف إلى إسمك إلا أحبّ الخلق إليك. فقال الله : صدقت يا آدم ، إنه لأحب الخلق إلىّ ، وإذ سألتنى بحقه ، فقد غفرت لك ، ولو لا محمد ما خلقتك» ـ وهذا كقوله تعالى : (وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى. ثُمَّ اجْتَباهُ رَبُّهُ فَتابَ عَلَيْهِ وَهَدى) [طه : ١٢١ ، ١٢٢]
تحليل ودراسة :
إن الباحث المتأمل فى كتاب الله الكريم ، فى الآيات التى تحدثت عن آدم ـ عليهالسلام ـ وقضية الخلافة يجد أنها تكلمت بطريق التصريح ، عن أن الله