* وأن الأرض خاصة ، والكون وما فيه عامة ، مسخّر لبنى آدم ، ومذلل لهم ليتمكّنوا من تحقيق هذا الاستخلاف. يعبر القرآن عن هذه الحقيقة فى آيات كثيرة ، من مثل قوله تعالى :
(هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً ، فَامْشُوا فِي مَناكِبِها وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ) [الملك : ١٥]
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ سَخَّرَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ ، وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ) [الحج : ٦٥]
(أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللهَ سَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَباطِنَةً) [لقمان : ٢٠]
ونرى بالإضافة إلى هذه الآيات التى يرد فيها التسخير عامة ، آيات أخرى تشير إلى إستفادة الإنسان مما خلقه الله من الأنعام والدواب ، والماء والنبات ، ومن الظاهرات الكونية كالليل والنهار.
* ثم إن تسخير الأرض والكون لبنى آدم ، واستخلاف الله لهم فى الأرض ، يقتضيان انتفاعهم بما خلق الله فى الكون ، واستثمارهم لما فى الأرض من خيرات وثمرات. لذلك أطلق القرآن على هذه المنافع لفظ «الطَّيِّباتُ» فى آيات كثيرة ، من مثل قوله تعالى :
(وَرَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ) [يونس : ٩٣]
(وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ) [النحل : ٧٢]
وسمى السعى لتحصيلها ابتغاء من فضل الله [العنكبوت : ١٧]