ما حقيقة الصراع بين الأخوين .. ولماذا أدى إلى القتل؟
ذكر العلماء الأوائل من السلف والخلف ، أسبابا عديدة للحسد والبغى الذى انتهى بقتل الأخ لأخيه ، قالوا : إن الله شرع لآدم ـ عليهالسلام ـ أن يزوّج بناته من بنيه لضرورة الحال ، ولكن قالوا : كان يولد له فى كل بطن ذكر وأنثى ، فكان يزوج أنثى هذا البطن لذكر البطن الآخر ، وكانت أخت هابيل دميمة وأخت قابيل وضيئة ، فأراد أن يستأثر بها على أخيه ، فأبى آدم ذلك ـ إلّا أن يقرّبا قربانا ، فمن تقبل منه فهى له ، فتقبّل من هابيل ، ولم يتقبل من قابيل ، فكان من أمرهما ما قصّه الله فى كتابه.
وعن ابن مسعود ، وعن ناس من أصحاب رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أنه كان لا يولد لآدم مولود إلّا ولد ومعه جارية ، فكان يزوج غلام هذا البطن جارية هذا البطن الآخر ، ويزوج جارية هذا البطن غلام هذا البطن الآخر ، حتى ولد له ابنان يقال لهما : هابيل وقابيل ، وكان قابيل صاحب زرع ، وكان هابيل صاحب ضرع (أى رعى) وكان قابيل أكبرهما ، وكانت له أخت أحسن من أخت هابيل ، وأن هابيل طلب أن ينكح أخت قابيل فأبى عليه ، وقال : هى أختى ولدت معى ، وهى أحسن من أختك ، وأنا أحق أن أتزوج بها ، فأمره أبوه أن يزوجها هابيل فأبى ، وأنهما قرّبا قربانا إلى الله عزوجل ، أيّهما أحقّ بالجارية .. وكان آدم ـ عليهالسلام ـ قد غاب عنهما ، أتى مكة ينظر إليها ، قال الله ـ عزوجل ـ هل تعلم أن لى بيتا فى الأرض ، قال : اللهم لا ، قال : إن لى بيتا فى مكة فأته ، فقال آدم للسماء : احفظى ولدى بالأمانة فأبت ، وقال للأرض فأبت ، وقال للجبال فأبت ، فقال لقابيل ، فقال : نعم ، تذهب وترجع ، وتجد أهلك كما يسرّك. فلما انطلق آدم قرّبا قربانا ، وكان قابيل يفخر عليه ، فقال : أنا أحق بها منك ، هى أختى ، وأنا أكبر منك ، وأنا وصى والدى.