بالحياة الحيوانية ، ثم كمله بالعقل والتفكير وشرفه بالرسالات الإلهية ، فما لكم لا تؤمنون .. لأى سبب تكفرون؟
ثم بعد هذا يعيدكم إلى الأرض أمواتا ، ثم يخرجكم منها إخراجا للبعث والجزاء.
* ثم لفت نظرهم إلى الأرض التى ثقلّهم فقال :
(وَاللهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِساطاً. لِتَسْلُكُوا مِنْها سُبُلاً فِجاجاً)
[نوح : ١٩ ، ٢٠]
لقد جعلت لكم الأرض بساطا ، فهى ممهدة للعيش ، ميسرة سهلة للانتقال ، لتسلكوا منها طرقا واسعة توصلكم إلى أغراضكم.
* ويبلغ بنوح اليأس إلى درجة الحزن ، فيشكو إلى ربه عصيان قومه ، وتماديهم فى الصّد والطغيان مبينا سبب هذا العصيان ونهايته .. فى هذا كشف لحقيقة كان يجهلها عامة المشركين.
(قالَ نُوحٌ : رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَساراً. وَمَكَرُوا مَكْراً كُبَّاراً. وَقالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُواعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً. وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيراً وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلالاً)
[نوح : ٢١ ـ ٢٤]
قال : ربّ إنهم عصونى ، وخالفوا أمرى ، واتبعوا رؤساءهم ، الذين حملوهم على الكفر ، وأشاروا عليهم به ، لأنهم أصحاب مال وأولاد ، فاغتروا بهم ، واستكبروا ، واشتروا الضلالة بالهدى ، وآثروا هذا الجاه الكاذب على النعيم الدائم ، هؤلاء الرؤساء مكروا بعامتهم ، وبنوح مكرا كثيرا ..