أما «ذو القرنين» ـ المذكور فى القرآن ، فقد ذكر الأزرقى وغيره ، أنه كان فى عصر موغل فى القدم ، قال : إنه كان قريبا من عصر إبراهيم الخليل ـ عليهالسلام ، وأنه طاف بالبيت مع إبراهيم أول ما بناه ، وآمن به ، واتّبعه ، وأنه قرب إلى الله قربانا ، واتخذ من الخضر عليهالسلام وزيرا. (١)
* وأما تسميته ب «ذى القرنين» ، فترجع إلى أسباب ، ذكرها المؤرخون والمفسرون :
قالوا : إن صفحتى رأسه كانتا من نحاس ، ويبدو أن هذا لباس الحرب الذى هو أشبه بالخوذة وكان يرتديه دائما.
وقال بعضهم : كان فى رأسه شبه القرنين.
وقال بعض أهل الكتاب : إنما سمى ذا القرنين لأنه ملك الروم وفارس.
وقال غيرهم : .. لأنه بلغ المشارق والمغارب من حيث يطلع قرن الشمس ويغرب.
وسئل علىّ ـ رضى الله عنه ـ عن ذى القرنين فقال : كان عبدا ناصحا لله ، فناصحه ، دعا قومه إلى الله فضربوه على قرنه فمات ، فأحياه الله ، فدعا قومه إلى الله فضربوه على قرنه فمات ، فسمى ذا القرنين.
* ويفهم من سيرته ـ كما جاءت فى كتب التفسير والتاريخ ، أن الله سبحانه وتعالى ، قد مكّن له فى الأرض ، وأعطاه ملكا عظيما ، ممكنا فيه من جميع ما يؤتى الملوك من التمكين ، والجنود ، وآلات الحرب ، والحصارات ، ولهذا ملك المشارق والمغارب من الأرض ، ودانت له البلاد ، وخضعت له ملوك العباد ،
__________________
(١) ابن كثير : تفسير القرآن العظيم ٣ / ١٠٠ ، وانظر البداية والنهاية لابن كثير.