قال ابن عباس ، وابن مسعود : باعوه بعشرين درهما واقتسموها درهمين.
(وَقالَ الَّذِي اشْتَراهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ : أَكْرِمِي مَثْواهُ) أى أحسنى إليه (عَسى أَنْ يَنْفَعَنا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً.) وهذا من لطف الله به ، ورحمته وإحسانه إليه ، بما يريد أن يؤهله له ، ويعطيه من خيرى الدنيا والآخرة.
قالوا : وكان الذى اشتراه من أهل مصر عزيزها ، وهو الوزير بها ، الذى الخزائن مسلمة إليه قال ابن إسحاق : واسمه «أطغير بن روحيب». قال : وكان ملك مصر يومئذ «الريان بن الوليد» رجل من العماليق ، واسم امرأة العزيز «راعيل» بنت رماييل.
وقال غيره : كان اسمها «زليخا» ، والظاهر أنه لقبها.
وقال الثعلبى ، عن ابن هشام : اسمها «فكا بنت ينوس».
المحنة الثالثة : محنة المراودة :
وقد ورد ذكرها فى قوله تعالى : (وَراوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِها عَنْ نَفْسِهِ ، وَغَلَّقَتِ الْأَبْوابَ : وَقالَتْ هَيْتَ لَكَ .. قالَ : مَعاذَ اللهِ : إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوايَ ، إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ) [يوسف : ٢٣]
وهذه المحنة ـ هى محور بحثنا ـ وهى مراودة امرأة العزيز ليوسف ـ عليهالسلام ـ عن نفسه ، وطلبها منه مالا يليق بحاله ومقامه ، وهى فى غاية الجمال والمال ، والمنصب والشباب ، وكيف غلقت الأبواب عليها وعليه ، وتهيّأت له وتصنّعت ، ولبست أحسن ثيابها ، وأفخر لباسها. وهى مع ذلك كله ، امرأة الوزير ، وبنت أخت الملك الريان بن الوليد صاحب مصر.