قال : يا رب .. كلمة زلّت منى ، أسألك يا إله إبراهيم وآله ، والشيخ يعقوب ـ عليهمالسلام أن ترحمنى ، فقال له جبريل ، فإن عقوبتك أن تلبث فى السجن بضع سنين. (١)
هذه هى محنة يوسف الصدّيق ، ابن يعقوب الصفى ، ابن إسحاق ، ابن إبراهيم ـ عليهمالسلام. الذى سماه رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ كريما ، وآباءه كرماء ..
فعن أبى هريرة ـ رضى الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ «إن الكريم ، ابن الكريم ، ابن الكريم ، ابن الكريم ، يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم» ـ صلوات الله عليهم أجمعين.
وهذه هى المحن والشدائد ، التى امتحنه الله بها .. ولا غرابة أن يمتحنه الله بمثل هذا الامتحان العظيم ، فهذه المحن والمشاق ، من حكم الله ، التى يعلمها ، والحوادث تخلق الرجال.
(وَكَذلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ ، وَاللهُ غالِبٌ عَلى أَمْرِهِ ، وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) [يوسف : ٢١]
(وَاللهُ غالِبٌ عَلى أَمْرِهِ) أى منفذ ما أراده ، لا رادّ لقضائه ، فكل ما وقع ليوسف من إلقائه فى الجب ، ومن استرقاقه وبيعه ، وتوصية سيده لامرأته بخصوصه ، ثم محنة المراودة ، ثم محنة السجن ، ثم تعليمه الرؤيا .. وغير ذلك ، خطوات لإعداد نبى الله يوسف للمحل الذى ينتظره (وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ)
* وظاهرة واضحة فى قصة يوسف عليهالسلام :
ذلك أنه جرت عادة القرآن الكريم بتكرير القصة القرآنية بقصد العظة والاعتبار ، ولكن بإيجاز دون توسع ، لاستكمال جميع حلقات القصة ،
__________________
(١) تفسير القرطبى ٩ / ١٩٦