* العقاب .. ووقوع العذاب .. وقال الكافرين
(وَقالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْباً إِنَّكُمْ إِذاً لَخاسِرُونَ) [الأعراف : ٩٠]
يخبرنا الحق ـ تعالى ـ عن شدة كفرهم وتمردهم وعتوهم ، وما هم فيه من الضلال ، وما جبلت عليه قلوبهم من المخالفة للحق ، ولهذا أقسموا وقالوا : (لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْباً إِنَّكُمْ إِذاً لَخاسِرُونَ) فلهذا عقبه الله بقوله (فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ.)
لقد قال الملأ الذين كفروا ـ وهم عيون مدين وأشرافهم ، قالوا للمستضعفين المؤمنين : تالله لئن اتبعتم شعيبا وآمنتم به ، إنكم إذا لخاسرون شرفكم حين تركتم دين آبائكم إلى دين لم تعرفوه ولم تألفوه ، وخاسرون دنياكم حيث تركتم ما به ينمو ما لكم ، ويزيد من التطفيف فى الكيل وأكل أموال الناس.
ولقد كان وصفهم (بالاستكبار) أولا لمناسبة التهديد بالإخراج من الديار.
ووصفهم هنا (بالكفر) يناسب الضلال والصدّ عن سبيل الله.
* وأما جزاؤهم .. فأخذتهم الرجفة ، وعمّتهم الصيحة ، وزلزلوا زلزالا شديدا ، حتى أصبحوا جثثا هامدة ، جاثمين فى مكانهم لا حراك فيهم.
وفى ذلك يقول الحق سبحانه : (فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دارِهِمْ جاثِمِينَ) [الأعراف : ٩١] حيث أخبر سبحانه أنهم أخذتهم الرّجفة ، وذلك كما أرجفوا شعيبا وأصحابه وتوعدوهم بالجلاء.
كما أخبر عنهم الحق فى سورة هود فقال :
(وَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا نَجَّيْنا شُعَيْباً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا ، وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيارِهِمْ جاثِمِينَ) [هود : ٩٤]