قائمة الکتاب
الفصل الثامن : نبى الله شعيب وأصحاب الأيكة
٢٥٩
إعدادات
دراسات في التفسير الموضوعي للقصص القرآني
دراسات في التفسير الموضوعي للقصص القرآني
تحمیل
والإلهام ، وكذا المطر والسحاب ، وسهل عليهم خير الأرض من نبات ومعادن ، وخصب وكنوز .. لو أنهم آمنوا ليسّر الله لهم كل خير من كل جانب ، ولكن كذبوا وكفروا ، فأخذهم الله أخذ عزيز مقتدر بما كانوا يكسبون ، فعلوا ما فعلوا فأخذهم الله بغتة.
* أبعد ذلك أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ، وينزل بهم عذابنا ، وهم بائتون ونائمون .. وفى ذلك يقول رب العزة : (أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا بَياتاً وَهُمْ نائِمُونَ. أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ. أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ) [الأعراف : ٩٧ ـ ٩٨]
يقول الحق سبحانه مخوفّا ومحذّرا من مخالفة أوامره والتجرؤ على زواجره (أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى) أى الكافرين (أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا) أى عذابنا ونكالنا (بَياتاً) أى ليلا (وَهُمْ نائِمُونَ ، أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ) أى فى حال شغلهم وغفلتهم (أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللهِ ـ إِلَّا الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ.) ولهذا قال الحسن البصرى ـ رحمهالله :
«المؤمن يعمل بالطّاعات وهو مشفق وجل خائف ، والفاجر يعمل بالمعاصى وهو آمن»
ومضمون الآيات : أو أمن أهل القرى أن يأتيهم العذاب ضحى وهم يلعبون ، فإن من يأتى من الأعمال مالا فائدة فيه فهو لاعب ولاه ، أى إن أمنتم ضربا منها لم تأمنوا الآخر. أفأمنوا مكر الله .. وقد كرر الاستفهام الإنكارى لزيادة التوبيخ ، وهو معطوف على قوله (أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى) ولهذا كان (بالفاء). ومكر الله عبارة عن جزائه ، وأخذه العبد إذا طغى من حيث لا يشعر مع استدراجه والإملاء له ، فعلى العاقل ألا يأمن مكر الله ولو كانت إحدى رجليه فى الجنة.