فانتدب داود ، فنازل جالوت ، ثم قتله. قال وهب بن منبه : فمال الناس إلى داوود حتى لم يكن لطالوت ذكر ، وخلعوا طالوت ، وولوا عليهم داود.
وروى ابن عساكر ـ بإسناده ـ أن قتله جالوت كان عند قصر أم حكيم ، وأن النهر الذى هناك هو المذكور فى الآية : (فَلَمَّا فَصَلَ طالُوتُ بِالْجُنُودِ قالَ إِنَّ اللهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي) .. الآية [البقرة : ٢٤٩]
وفى هذا يقول الله تعالى : (وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ مِنَّا فَضْلاً يا جِبالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ) [سبأ : ١٠] ويقول عزوجل : (وَسَخَّرْنا مَعَ داوُدَ الْجِبالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ ، وَكُنَّا فاعِلِينَ) [الأنبياء : ٧٩]
وزيادة فى تكريم داود ـ عليهالسلام ـ وتدعيما لدعوته ، وتصديقا لنبوته ، اختصه الله بأمور لم تكن لغيره من أنبياء الله.
١ ـ اختصه الله بالحكمة وفصل الخطاب.
قال تعالى : (وَآتَيْناهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطابِ) [سورة ص الآية : ٢٠]
قال الراسخون فى العلم : فأما الحكمة .. فهى النبوّة والفهم ، والإصابة فى الأمور.
وأما فصل الخطاب : فعلم الحكم ، والنظر فى القضاء.
قال ابن مسعود : كان لا يتتعتع فى القضاء بين الناس ، يعنى إصابة القضاء وفهمه. ففصل الخطاب ـ الذى أكرمه الله به : هو الكلام البيّن الواضح ، الذى يفهمه كل من يخاطب به. وأضاف القرطبى : البيان الفاصل بين الحق والباطل (١).
__________________
(١) الجامع للأحكام ج ١٥ ص ١٦٢