كتابه يمرّ على ما أراده الله ، وما حكى القصاص مما فيه غضّ من منصب النبوة طرحناه (١)
* والدليل على أن داود كان معصوما من الخطايا ، قول الحق سبحانه ـ بعد ذلك :
(يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ) [سورة ص : ٢٦] ـ أى استخلفناك على الناس لتدبير شئونهم ومصالحهم (فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِ) أى فاحكم بينهم بالعدل ، وبشريعة الله التى أنزلها عليك.
(وَلا تَتَّبِعِ الْهَوى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ) أى لا تتبع هوى النفس فى الحكومات وغيرها ، فيضلك إتباع الهوى عن دين الله القويم ، وشرعه المستقيم.
ومضمون الآية : يا داود إنا جعلناك خليفة الله فى أرضه ، خليفة لله على عباده ، تقيم حكمه ، وتدعو إلى شرعه ، وتثبت دعائم عدله ، وتقضى بين الناس ، فاحكم يا داود بينهم بالحق ، ولا يحملنك شنآن قوم على عدم العدل ، فأنت خليفة أحكم الحاكمين ، وأعدل العادلين.
يا داود لا تتبع الهوى ، فإن من اتبع هواه ضل ، ومن انحرف عن الصراط وقع فى الهاوية ، لا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله ، وهو الصراط المستقيم.
(إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ) [سورة ص : ٢٦] أى إن الذين ينحرفون عن دين الله وشرعه ، لهم عذاب شديد يوم القيامة (بِما نَسُوا يَوْمَ الْحِسابِ) أى بسبب نسيانهم وتركهم سلوك سبيل الله ، وعدم إيمانهم بيوم الحساب.
__________________
(١) انظر ما كتبه الأستاذ محمد على الصابونى فى كتابه النبوة والأنبياء. طبع مكة المكرمة.