إن قصة البدء تطلعنا على مجموعة من الحقائق عن رسول الله عيسى ابن مريم ..
أنه هبة من روح الله .. ولد بغير أب :
ـ يقول الحق ـ تبارك وتعالى : (إِذْ قالَتِ الْمَلائِكَةُ يا مَرْيَمُ : إِنَّ اللهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ، وَجِيهاً فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ. وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ. قالَتْ : رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ؟ قالَ كَذلِكِ اللهُ يَخْلُقُ ما يَشاءُ ، إِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) [آل عمران : ٤٥ ـ ٤٧]
ـ ويقول عزوجل : (وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِها مَكاناً شَرْقِيًّا. فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجاباً فَأَرْسَلْنا إِلَيْها رُوحَنا فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِيًّا. قالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا. قالَ : إِنَّما أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلاماً زَكِيًّا. قالَتْ : أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا. قالَ كَذلِكِ قالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ ، وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا ، وَكانَ أَمْراً مَقْضِيًّا) [مريم : ١٦ ـ ٢١]
(فَأَرْسَلْنا إِلَيْها رُوحَنا) أى أرسلنا إليها جبريل ـ عليهالسلام ـ (فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِيًّا) أى تصور لها فى صورة البشر ، التام الخلقة.
قال ابن عباس : جاءها فى صورة شاب أبيض الوجه ، جعد الشعر ، مستوى الخلقة.
قال المفسرون : إنما تمثل لها فى صورة الإنسان لتأنس لكلامه ، ولا تنفر عنه ، ولو بدا لها فى الصورة الملائكية لنفرت ، ولم تقدر على السماع لكلامه ،