وقد أحيطت قصة المائدة بأخبار كثيرة ، رويت عن وهب بن منبه ، وكعب ، وسلمان ، وابن عباس ، بل لقد رووا فى ذلك حديثا ، عن عمار بن ياسر ، عن النبى ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أنه قال : «إنها نزلت خبزا ولحما ، وأمروا أن لا يخونوا ولا يدّخروا لغد» ـ وفى رواية بزيادة : «ولا يخبّئوا ، فخانوا وادخروا ، ورفعوا لغد ، فمسخوا قردة وخنازير».
ورفع مثل هذا الحديث ـ إلى النبى صلىاللهعليهوسلم ، غلط ووهم من أحد الرواة على ما أرجح.
وروى العوفى ، عن ابن عباس : «أنها خوان عليه خبز وسمك ، يأكلون منه أينما نزلوا ، إذا شاءوا»
وقال عكرمة ، عن ابن عباس : «كانت المائدة سمكة وأريغفة».
وقال سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : «أنزل على المائدة كل شىء إلا الخبز واللحم».
وقال كعب الأحبار : «نزلت المائدة تطير بها الملائكة ، بين السماء والأرض ، عليها كل الطعام إلا اللحم».
وقال وهب بن منبه : «أنزلها من السماء على بنى إسرائيل ، فكان ينزل عليهم فى كل يوم ، فى تلك المائدة من ثمار الجنة ، فأكلوا ما شاءوا من ضروب شتى ، فكان يقعد عليها أربعة آلاف ، وإذا أكلوا أنزل الله مكان ذلك لمثلهم ، فلبثوا على ذلك ما شاء الله ـ عزوجل».
وقال وهب أيضا : نزل عليهم أقرصة من شعير ، وأحوات (جمع حوت وهو السمك) وحشا الله بين أضعافهن البركة ، فكان قوم يأكلون ، ثم يخرجون ، ثم يجيىء آخرون فيأكلون ، ثم يخرجون حتى أكل جميعهم وأفضلوا.