وكيف يتّحد ، وهل طبيعة الإله كطبيعة البشر؟ بالطبع لا .. بل إن طبيعة البشر تتنافى مع طبيعة الملك ، فهذا لا يأكل ولا يشرب ، وعيسى وأمه كانا يأكلان ويشربان .. ثم ما ميزة عيسى على غيره من الأنبياء؟ أرسل مثلهم مؤيدا بالمعجزات ، وكانت كغيرها لم تجر على سنن الطبيعة ، بل بقدرة الله وقوته ، كما نص القرآن الكريم. فكيف تقولون عيسى إله؟ (انْتَهُوا خَيْراً لَكُمْ) وقولوا قولا حسنا يكن خيرا لكم وأجدى من هذا العبث ، والشرك ، والعصبية الحمقاء ..
(إِنَّمَا اللهُ إِلهٌ واحِدٌ) لا إله إلا هو ، سبحانه وتعالى عما تشركون ، سبحانه أن يكون له ولد ، فليس المسيح ابنه ، إذ الولد يقتضى إتصالا جنسيا بالأم ، وحاجته إليه ، وإلى أمه ، حتى يبرز إلى الوجود ، أفيليق هذا؟
إن الله له ما فى السموات وما فى الأرض ، ملكا ، وخلقا ، وعبيدا وتصريفا .. (إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمنِ عَبْداً. لَقَدْ أَحْصاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا. وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَرْداً) [مريم : ٩٣ ـ ٩٥] .. لا فرق فى ذلك بين الملائكة والنبيين والناس أجمعين. وهل الإله فى حاجة للولد؟ .. ليقيم اسمه ، ويحفظ ذكره ، ويرثه بعد موته؟ .. وهل هو فى حاجة إلى الولد ليعينه؟ ..
كلا فالله قوى ، قادر ، مالك الملكوت ، حيّى دائم ، باق بعد فناء خلقه ، صاحب الأمر والتصريف ، وكفى بالله وكيلا. وهذا عيسى نفسه يقول فى إنجيل يوحنا :
(وهذه هى الحياة الأبدية ، أن يعرفوك أنت الإله الحقيقى وحدك ، ويسوع المسيح الذى أرسلته)