وقد يكون هذا اللون من التفسير المقارن ذا مجال أوسع ، ونشاط أفسح ، فيتجه فيه الباحث المفسر إلى مقارنة النصوص القرآنية المشتركة فى موضوع واحد ، وما جاء فى السنة كذلك من الأحاديث ، ثم يوازن بين النصوص القرآنية بعضها مع بعض ، كما يوازن بين ما جاء فى القرآن الكريم ، وبين ما جاءت به السنة ، وذلك مما يكون ظاهره الاختلاف.
من مثل قوله : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) [الصافات : ٢٤] ـ أى احبسوهم ، احبسوا أيها الملائكة هؤلاء المشركين ، إنهم مسئولون عما كانوا يعبدون من دون الله.
وقوله تعالى : (فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌ) [الرحمن : ٣٩] ـ أى لا يسأل الملائكة المجرمين عن ذنوبهم ، لأن الله قد حفظها عليهم ، ولا يسأل بعضهم عن ذنوب بعض.
ومثل قوله تعالى (إِنَّ اللهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ، يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ..) الآية .. [التوبة : ١١١]
وقوله سبحانه : (وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوها بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) [الزخرف : ٧٢] ـ أى أورثكموها الله ـ عزوجل ـ عن أهل النار الذين أدخلهم جهنم.
وقوله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فى الحديث الصحيح : «لن يدخل أحدكم الجنة بعمله».
وذلك ما عنيت به العلماء تحت عنوان آخر ، وهو «موهم الاختلاف والتناقض فى علوم القرآن» ومختلف الحديث فى علوم الحديث.