كما حمل ابن تيمية ـ فى تفسيره ـ على المعتزلة والباطنية ، الذين يصرفون ألفاظ القرآن عن معانيها الظاهرة ، إلى معان بعيدة ، تتطابق مع آرائهم ومعتقداتهم ، وحمل أيضا على الصوفية ، ملاحظا أنهم قد يفسرون القرآن بمعان صحيحة ، غير أن القرآن لا يتضمنها ، وقد ينزلقون فيحملون بعض الآيات على ما يؤمنون به من وحدة الوجود ، ووحدة الشهود ، والفناء فى حقيقة الله.
وخلص ابن تيمية ـ فى تفسيره ـ إلى أن خير طرق التفسير ، أن يفسّر القرآن بالقرآن ، فما أجمل فى موضع ، بسط فى موضع آخر ، وما ذكر موجزا فى آية ، جاء مفصّلا فى آية أخرى ، وإن لم يف القرآن أحيانا بالمراد ، رجع المفسر إلى الحديث النبوى ، فإن الرسول ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فسّر بعض الآيات. ويضم المفسر إلى ذلك أقوال الصحابة ، الذين رافقوا الرسول ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وفهموا منه التنزيل ، وكذلك أقوال التابعين ، الذين خالطوهم ، ووقفوا منهم على معانى القرآن الكريم.
ويرى ابن تيمية ـ فى منهجه التفسيرى ـ أن يفتح الأبواب أمام المفسر ، ليجتهد ويستنبط ، ولكن بعد أن يكون قد استوفى العدّة لذلك ، باستيعابه للذكر الحكيم ، وآياته ، ومعانيه المتقابلة ، ولأقوال الرسول والصحابة والتابعين فيه ، وبعد أن يتقن العربية ، ويتعمق علوم الشريعة ، وبعد علمه الدقيق بدلالات القرآن ، وتذوقه لخصائصه البيانية الرائعة.
وتلك هى العناصر التى ترتبط فى معظمها بالتفسير الموضوعى بمفهومه الشامل.
ولقد مضى ابن تيمية يطبق منهجه التفسيرى هذا على بعض السور القرآنية ، وفى مقدمتها سورة النور ، وبعض سور قصار من جزء عم ، وخصّ سورتى المعوذتين برسالة مستقلة ، وأفرد كتابا لتفسير سورة الإخلاص ، وتفسير