لذلك نقول .. إن القصص القرآنى ذاته فيه إعجاز ، ذكره الكتاب ، جاء على لسان أمىّ ، لا يقرأ ولا يكتب ، إذ هو النبى الأمى الذى يجدونه مكتوبا عندهم فى التوراة والإنجيل.
ويتساءل أى تال للقرآن .. من أين جاء محمد بهذا القصص الحق ، وهو لم يشاهد وقائعه ، ولم يقرأها. لأنه لم يكن قارئا؟ ... إنه من عند الله ، العزيز الحكيم ، علّام الغيوب ، وبذلك كان القصص الصادق من التحدى ، ومن هنا تأتى أهميته.
أضف إلى ذلك ، أن الله تعالى ذكر الحقائق الإسلامية فى القصص ، فلم يكن عبرة فقط ، بل كان بيانا لحقائق الإسلام ، فنجد فيه بيانا لعقيدة التوحيد ، والبرهان عليها ، جاء فى سياق القصص عن النبيين السابقين. فقد كانت قصة إبراهيم الخليل ـ عليهالسلام ـ دعوة إلى التوحيد. وكيف أنه أبطل عبادة الأوثان ، بأنها لا تضر ولا تنفع ، وأنه جعلها جذاذا إلّا كبيرا لهم ، وأنهم أرادوا عقوبته بالحرق بالنار ، فجعلها الله تعالى (بَرْداً وَسَلاماً عَلى إِبْراهِيمَ)
واقرأ بعض القصص عن نوح ـ الأب الثانى للبشر ، تر الأدلة على التوحيد ، بأن تجد فى بعضها أدلة التوحيد تساق للضالين ، ويوجه أنظارهم إلى الكون وما فيه (١). وسوق الأدلة على التوحيد ـ فى سياق قصة ـ يجعله يسرى إلى النفوس من غير مقاومة ، وتكراره يجعله يخط فى النفس خطوطا ، وتتعمق الخطوط ، فيكون الإيمان.
وليس القصص القرآنى فيه إثبات أن الله وحده هو المستحق للعبادة ، وبطلان عبادة الأوثان التى هى أسماء ، سمّوها هم وآباؤهم ما أنزل الله بها من
__________________
(١) اقرأ سورة نوح من الآية ٢ إلى الآية ٢٠.