* وأوجب الحق سبحانه ـ على المؤمنين احترامهم ، وتقدير دورهم ، والاعتراف برسالاتهم ، وأن لا نفرق بينهم ، كما أوجب الاهتداء بهديهم ، والائتمار بأمرهم ، والكف عما نهوا عنه.
* وأوجب الحق كذلك ـ على المؤمنين الاعتقاد الراسخ ، بأنهم أكمل الخلق علما ، وأصدقهم قولا ، وأبرهم فعلا ، قد خصهم الله بفضائل لا يلحقهم فيها أحد ، وبرأهم من كل فعل رذيل.
وهؤلاء الرسل لكونهم من البشر ، بعثهم الله لهداية البشر ، فيجوز فى حقهم شرعا وعقلا كل ما يدور على البشر .. النوم ، واليقظة ، والنكاح ، والأكل والشرب ، والجلوس والمشى ، والفرح ، والحزن ، وسائر الأعراض البشرية ، التى لا تؤدى إلى نقص فى مراتبهم العلية. فهم بشر يعتريهم ما يعترى سائر البشر ، فيما لا علاقة له بتبليغ أحكام الله ، وشرائع الله ، وأوامر الله. وقد تمتد إليهم أيدى الظلمة ، وينالهم الاضطهاد ، وقد يقتل الأنبياء ، كما أخبر الله تعالى : (وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِياءَ بِغَيْرِ حَقٍ) [آل عمران : ١١٢]
* ومن الأدلة القرآنية على أنه يجوز فى حق الأنبياء والرسل أشياء يتساوون فيها مع سائر البشر ، قول رب العزة :
(وَما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْواقِ) [الفرقان : ٢٠]
وقوله سبحانه :
(مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كانا يَأْكُلانِ الطَّعامَ) [المائدة : ٧٥]