فهذه البشارة الواردة فى كتاب الله (التوراة) تشهد شهادة واضحة بنبوة النبى محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ووجوب اتباعه ، ولزوم طاعته ، وهى حجة على أهل الكتاب جميعا ، وإن جحدوها وتأوّلوها.
فقول الحق ـ سبحانه ـ فى التوراة : (سوف أقيم لهم نبيا مثلك) فهو الشهادة على صدق نبوّته. وصحة رسالته ، لأن المتكلم هو الله ، والمخاطب هو نبى الله موسى ، ومن كان (مثله) فهو نبى ورسول مبعث أيضا.
وفى قوله تعالى فى التوراة (وأجعل كلامى فى فيه) لا ينطبق إلا على النبى محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ لأنه هو الذى يقرأ كلام الله ويحفظه ، وهو القرآن الكريم.
وقوله تعالى : (يكلمهم بكل شىء) أقوى دليل وشاهد ، إذ النبى ـ صلىاللهعليهوسلم ـ تكلّم بغيب لم يتكلم به نبى سواه ، إذ أخبر بكثير من الأمور الغيبية ، فأخبر عن أصحاب الكهف ، وذى القرنين ، والخضر صاحب موسى ، وتحدث عن الروم ، ونبأ بفتح فارس ، وبلاد الروم ، وفتح مكة .. إلى آخر هذه الأمور التى لم يكن يعرفها من قبل.
وجاء فى العهد القديم ما نصه :
قال الله تعالى : يا أيها النبى إنا أرسلناك مبشرا ونذيرا ، وحرزا للأميين ، أنت عبدى ورسولى ، سميتك المتوكل ، ليس بفظ ولا غليظ ، ولا صخاب فى الأسواق ، ولا يدافع السيئة بالسيئة ، ولكن يعفوا ويصفح ويغفر ، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء ، بأن يقولوا : لا إله إلا الله ، فيفتح به أعينا عميا ، وآذانا صما وقلوبا غلفا» (١)
__________________
(١) أخرجه البخارى