عِبادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنَا فَاتَّقُونِ (٢) خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ (٣) خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (٤)
____________________________________
عِبادِهِ) من الصفوة المختارة من البشر وهم الأنبياء (أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا) فهذا هو الروح الذي ينزله إله الكون بواسطة أطهر النفوس وهم الملائكة إلى أخير الناس ، فيوحي إليهم أن أنذروا الناس الذين يشركون بأن عاقبة هذا الشرك وخيمة ، فإنه لا إله إلا الله (فَاتَّقُونِ) أي خافوا عقابه ونكاله في اتخاذكم الشركاء.
[٤] أنه تعالى هو خالق كل شيء فكيف تتخذون غيره شريكا له؟ (خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِ) لا لغوا وعبثا حتى يترك كل إنسان وما اختاره من التوحيد أو الشرك وإنما يجب أن يعمل كل إنسان بالحق ويعتقد كل إنسان ما هو حق وواقع من مسألة الألوهية (تَعالى) أي إنه : أعلى وأرفع (عَمَّا يُشْرِكُونَ) والفعل وهو «تعالى» قد انسلخ من معنى الماضوية ، كما أنه كذلك بالنسبة إلى جميع صفات الذات ، فليس المراد من «علم الله» و «قدر الله» و «استغنى الله» أنه حدثت فيه هذه الصفات في الزمان الماضي.
[٥] (خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ) النطفة هي الماء القليل ، أي أن بدء هذا الإنسان الكبير إنما هي قطرة من ماء قليل مهين (فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ) أي مخاصم لأنبياء الله وللهادين ، مجادل في أوامر الله الذي خلقه ، مبين واضح الخصومة.
[٦] وفي هذا المجال يستعرض السياق جملة من الآيات الكونية ، حتى يرى