وَالْأَنْعامَ خَلَقَها لَكُمْ فِيها دِفْءٌ وَمَنافِعُ وَمِنْها تَأْكُلُونَ (٥) وَلَكُمْ فِيها جَمالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ (٦) وَتَحْمِلُ أَثْقالَكُمْ
____________________________________
المشركون أنها ليست من خلق شركائهم وإنما هو من خلق الله وحده ، لعلهم يرجعوا عن غيّهم (وَالْأَنْعامَ) جمع نعم وهي الإبل والبقر والغنم سميت بها لنعومة مشيها أو لأنها نعمة في جميع منافعها (خَلَقَها) أي الأنعام (لَكُمْ) أيها البشر (فِيها) في الأنعام ، والظرف مجازي (دِفْءٌ) ما يدفأ به من أصوافها وأشعارها في اللباس والفرش والخباء وغيرها ، قال بعض العلماء : إن الشعر لا يدفأ بذاته وإنما لا ينفذ الدفء الحاصل من البدن ونحوه منه ولذا يحس الإنسان بالدفء فيه بخلاف سائر الألبسة (وَ) لكم فيها (مَنافِعُ) من ركوب وحمل وحراثة الأرض للزرع وغيرها (وَمِنْها تَأْكُلُونَ) لحمها ولبنها وشحمها.
[٧] (وَلَكُمْ) أيها البشر (فِيها) أي في الأنعام (جَمالٌ) أي منظر حسن وزينة (حِينَ تُرِيحُونَ) للأنعام ، من أراح بمعنى ردها إلى المراح وهو محل استراحة الحيوانات (وَحِينَ تَسْرَحُونَ) أي ترسلونها صباحا إلى محل السرح والرعي ، فإن في هذه الحيوانات حين تذهب صباحا وترجع عصرا منظر جميل ، يزيد في جمال أصحابها ، فيقال : هذه قطيع فلان وهكذا وربما يقال أنه جمال فلان ، فيطلق الجمال على تلك الأنعام غادية رائحة.
[٨] (وَتَحْمِلُ) بعض هذه الأنعام وهي الإبل (أَثْقالَكُمْ) أي أمتعتكم