فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقى (١٢٣) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى (١٢٤) قالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً (١٢٥) قالَ كَذلِكَ
____________________________________
بأوامري وإرشاداتي (فَلا يَضِلُ) طريق السعادة ، كما غوى آدم (وَلا يَشْقى) لا يبقى في تعب ونصب كما شقي آدم أي وقع في النصب والتعب ـ وهذا خطاب عام لكل البشر ، وإن كان طرف الخطاب هم الثلاثة ـ.
[١٢٥] (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي) بأن لم يتبع أوامري ، التي ذكرته بها ، وسميت الأوامر ذكرا ، لما أودع في فطرة الإنسان من أصولها وجذورها (فَإِنَّ لَهُ) في الدنيا (مَعِيشَةً ضَنْكاً) ضيقة ، وذلك لأن أوامر الله سبحانه أكثر ملائمة للحياة ، فالإعراض عنها يوجب ضيق العيش ماديا أو روحيا ولذا نرى أن الكفار حتى في أوج ماديتهم الظاهرية في أضنك الحالات الروحية وأضيق المجالات النفسية (وَنَحْشُرُهُ) نحشر المعرض ، ومعنى الحشر جمعه مع سائر بني نوعه في (يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى) العين ، لا يرى شيئا ،
[١٢٦] وكم يتأذى الإنسان في ساحة مهولة مدتها خمسون ألف سنة ، وفيها من الأهوال ما تذهل البصير فكيف بالأعمى ، ولذا يسأل الكافر (قالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمى) أي لماذا أحضرتني في هذا الموقف أعمى البصر (وَ) الحال أني في الدنيا (قَدْ كُنْتُ بَصِيراً) أرى الأشياء؟
[١٢٧] (قالَ) الله في جوابه (كَذلِكَ) العمى الذي أصابك هنا. كما كنت في الدنيا ، فقد كنت في الدنيا أعمى البصيرة ، ولذا ابتليت هنا بعمي