أَتَتْكَ آياتُنا فَنَسِيتَها وَكَذلِكَ الْيَوْمَ تُنْسى (١٢٦) وَكَذلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآياتِ رَبِّهِ وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقى (١٢٧) أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَساكِنِهِمْ
____________________________________
البصر فقد (أَتَتْكَ) وجاءتك (آياتُنا) الدالة على وجودنا وسائر صفاتنا (فَنَسِيتَها) تركتها فعل الناسي بالمنسي ، وأعرضت عنها وأغفلت بصيرتك دونها (وَكَذلِكَ) أي كنسيانك عن الآيات (الْيَوْمَ) في القيامة (تُنْسى) تهمل ولا يعتنى بشأنك ، بل تبقى في تعب العمى ونصب الأهوال المتراكمة التي تلقفك من هنا وهناك.
[١٢٨] (وَكَذلِكَ) أي كما جزينا من نسي الآيات بالضنك والعمى والنسيان له (نَجْزِي) كل (مَنْ أَسْرَفَ) جاوز الحد بالكفر والعصيان (وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآياتِ رَبِّهِ) بيان لقوله «من أسرف» أو لأن عدم الإيمان تسبقه حالة نفسية تجاوز به عن الحد (وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ) للمسرف (أَشَدُّ) من الضنك في الدنيا (وَأَبْقى) أكثر بقاء ، فإن الضنك في الدنيا هين زائل ، أما عذاب الآخرة فهو شديد باق.
[١٢٩] ثم بين سبحانه أن الكفار في ضلالة حيث لم يعتبروا بما مضى من عذاب الله للأمم السالفة (أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ) استفهام إنكاري توبيخي ، أي ألم يرشد هؤلاء (كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ) هذا فاعل يهد ، أي إهلاكنا للقرون السابقة ، لم يصر سببا لهداية هؤلاء إلى الحق ، وخوفهم من العقاب في الدنيا أن تمادوا في غيهم وكفرهم (يَمْشُونَ) هؤلاء الكفار المعاصرين لك يا رسول الله (فِي مَساكِنِهِمْ) فقد كان