عَلى ما يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِها وَمِنْ آناءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرافَ النَّهارِ لَعَلَّكَ تَرْضى (١٣٠) وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ
____________________________________
(عَلى ما يَقُولُونَ) في شأن التوحيد والرسالة وسائر أنواع أذاهم (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ) أي نزه الله بالحمد ، فإن الحمد ثناء وتنزيه ـ كما تقدم ـ (قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ) صباحا (وَقَبْلَ غُرُوبِها) أي عصرا (وَمِنْ آناءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ) آناء الليل ساعاته ، وهو جمع «إنى» على وزن «إلى» ولعل الإتيان ب «من» دون «في» لإفادة الابتداء والشروع أي أشرع بالتسبيح من ساعات الليل (وَ) سبح (أَطْرافَ النَّهارِ) بالإضافة إلى قبل الغروب والطلوع ، كما بعد الطلوع ووقت الضحى ، وأول الظهر وعند وقت العصر (لَعَلَّكَ) يا رسول الله (تَرْضى) فإن الإنسان الدائم الاتصال بالله ، الذي يذكره صباحا ومساء وفي ساعات الليل وساعات النهار ، تطمئن نفسه بالله ، ويرضى لمقدراته وأحكامه وسنته لأن يكون عارفا بالله هادئا إلى ما قضى وقدر ، فالرضا من ثمار التسبيح ، كما قال سبحانه : (وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ يَهْدِ قَلْبَهُ) (١) و (أَلا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) (٢) ثم إن تكرار التسبيح لتعلق أحدهما بالصباح والمساء ، وأحدهما بآناء الليل وأطراف النهار.
[١٣٢] اتصل بالله سبحانه وقر نفسا بفضله ولطفه وذكره (وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ) أي لا تنظر نظر رغبة وميل ـ فإن الرؤية قسم من إمداد العين
__________________
(١) التغابن : ١٢.
(٢) الرعد : ٢٩.