كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنا تُرْجَعُونَ (٣٥) وَإِذا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُواً أَهذَا الَّذِي يَذْكُرُ
____________________________________
قالوا (نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ) (١).
[٣٦] (كُلُّ نَفْسٍ) أي حي (ذائِقَةُ الْمَوْتِ) أي تذوق الموت ، وتخرج عن الحياة (وَنَبْلُوكُمْ) نمتحنكم أيها البشر ونختبر ـ وإن كان اختبار الله ليس لأن يعلم هو ، فإنه تعالى عالم بكل شيء ، وإنما لأن يعرف نفس الشخص من هو وما أعماله ليتم على الأشقياء الحجة ، وتتم للسعداء السعادة ـ (بِالشَّرِّ) كالمرض والفقر وموت الأقرباء وما أشبه (وَالْخَيْرِ) كالصحة والغنى والجاه وما أشبه (فِتْنَةً) أي لأجل الامتحان ، والمعنى نختبركم بالشدة والرخاء لأجل الامتحان لنرى من يصبر عند البلاء ومن يجزع ، ومن يشكر عند النعماء ومن يبطر (وَإِلَيْنا تُرْجَعُونَ) إلى ثوابنا وعقابنا ، وذلك حين الموت ، لأن القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النيران ، أو حين البعث ، وهناك نجزي المحسن بالثواب ونعاقب المسيء بالعذاب.
[٣٧] وبعد الكلام حول الإله يأتي الكلام حول الرسالة والمعاد وبيان أنهم كيف يستقبلون هذين الأصلين من أصول الإيمان (وَإِذا رَآكَ) يا رسول الله (الَّذِينَ كَفَرُوا) وقد سبق منك أن عبت آلهتهم وسفهت أحلامهم ودعوتهم إلى التوحيد (إِنْ يَتَّخِذُونَكَ) أي ما يتخذونك (إِلَّا هُزُواً) سخرية واستهزاء ، يقول بعضهم لبعض (أَهذَا) محمد (الَّذِي يَذْكُرُ
__________________
(١) الطور : ٣١.