آلِهَتَكُمْ وَهُمْ بِذِكْرِ الرَّحْمنِ هُمْ كافِرُونَ (٣٦) خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آياتِي فَلا تَسْتَعْجِلُونِ (٣٧) وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ
____________________________________
آلِهَتَكُمْ)؟ على طريق الاستفهام الاستهزائي ، أي هل هو الشخص الذي يقول عن الآلهة إنها لا تنفع ولا تضر (وَهُمْ) بينما يعتقدون بالآلهة الصنمية (بِذِكْرِ الرَّحْمنِ) الذي خلق وتفضل بالرحم (هُمْ كافِرُونَ) جاحدون ، فأمرهم أدعى إلى العجب والاستهزاء حيث يؤمنون بالجماد ويكفرون بإله الكون ..؟!
[٣٨] وقد كان الكفار يقولون للرسول لو كنت صادقا في أن مصير الكفر والتكذيب العذاب والنكال ، فائتنا بذلك العذاب (وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) (١)؟ ويريدون بذلك الاستهزاء كما تقول لمن يهددك ولا يقدر على شيء : افعل بما تهدد ، فأجابهم الله سبحانه عن استعجالهم العذاب بقوله (خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ) يعني أنه من فرط استعجاله وقلة صبره كأنه خلق من جنس هو العجل ، كما قال الشاعر في عكسه : «ولله مفطور من الصبر قلبه». وهذا من باب المبالغة وحمل المصدر على الذات ، لإفادة تلبس الذات بالمصدر دائما وتلازمه معه غالبا (سَأُرِيكُمْ آياتِي) والأدلة الدالة على صدق النبي في أن من لم يؤمن يؤخذ بالعذاب ، فإن العذاب آية من آيات الله (فَلا تَسْتَعْجِلُونِ) في طلب العذاب ، فإنه إذا نزل بكم لا مناص لكم عنه ولا خلاص.
[٣٩] (وَيَقُولُونَ) الكفار (مَتى هذَا الْوَعْدُ) الوعد بالعذاب الذي يعدنا
__________________
(١) يونس : ٤٩.