قالُوا سَمِعْنا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقالُ لَهُ إِبْراهِيمُ (٦٠) قالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ (٦١) قالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هذا بِآلِهَتِنا يا إِبْراهِيمُ (٦٢) قالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا
____________________________________
[٦١] (قالُوا) أي قال بعضهم في جواب السائلين (سَمِعْنا فَتًى يَذْكُرُهُمْ) أي أن في المدينة شابا يذكر الأصنام بسوء لعله هو الذي صنع هذا الصنيع (يُقالُ لَهُ إِبْراهِيمُ) لا شأن له ولا أهمية ، ومن هذا يظهر أن إبراهيم عليهالسلام كان شابا حينما فعل ذلك.
[٦٢] (قالُوا) قال بعض القوم لآخرين (فَأْتُوا بِهِ) فجيئوا بإبراهيم عليهالسلام (عَلى أَعْيُنِ النَّاسِ) بحيث يراه الناس ويكون بمشهدهم والإتيان بلفظ «على» لعله لكون العين تستوعب الشخص فكأنه عليها (لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ) بما قاله إبراهيم في شأن الأصنام ، فتكون شهادتهم حجة عليه لا يتمكن من الإنكار ، عند إرادة عقابه جزاء لما فعل.
[٦٣] فذهب بعض القوم ، وجاءوا بإبراهيم عند الجماهير الحاضرة ف (قالُوا) لإبراهيم عليهالسلام (أَأَنْتَ فَعَلْتَ هذا) الفعل الشنيع : الكسر والتحطيم (بِآلِهَتِنا يا إِبْراهِيمُ)؟ على نحو الاستفهام التقريري.
[٦٤] لكن إبراهيم تهكم منهم ، وصاغ الجواب في قالب يلفتهم إلى خطأ اتخاذهم لها أربابا (قالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا) الذي بقي سالما وعلى عنقه الفأس ، والكلام صدق إذ المقصود من الكلام هو الذي يجعله صادقا أو كاذبا ، لا القالب المصنوع ، ألا ترى أنك لو قلت للبخيل «إنه كريم» لم يكن كذبا ، حيث تريد بذلك التهكم ، وكذا لو قلت لرجل