مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلاً دُونَ ذلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حافِظِينَ (٨٢) وَأَيُّوبَ إِذْ نادى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (٨٣) فَاسْتَجَبْنا لَهُ فَكَشَفْنا ما بِهِ
____________________________________
قال سبحانه في حق إبليس «كان من الجن» ويسمى كل واحد منهما باسم الآخر «الجن» لكونهما مستترين ، «والشيطان» لكونهما ذوي تدبير وحيلة ، والظرف في موضوع حال من سخرنا (مَنْ يَغُوصُونَ) في البحر ، والغوص هو أن ينزل في البحر لأجل إخراج اللؤلؤ وما أشبه (لَهُ) أي لسليمان (وَيَعْمَلُونَ) له (عَمَلاً دُونَ ذلِكَ) أي سوى ذلك ، أو أدون من الغوص ـ من حيث الصعوبة ـ كبناء المحاريب والتماثيل وأشباههما (وَكُنَّا لَهُمْ حافِظِينَ) أي نحفظ الشياطين عن الإفساد والهروب ، وسائر ما ينبغي الحفظ منه.
[٨٤] (وَ) اذكر يا رسول الله (أَيُّوبَ) حين دعا ربه لما امتدت به المحنة والبلاء (إِذْ نادى رَبَّهُ) مستجيرا ليشفيه قائلا في دعائه رب (أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ) أي نالني الضر والمرض (وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) أي أكثر رحما من رحم كل راحم ، وهذا تأدب في طلب إزالة البلاء ، فقد ابتلاه الله سبحانه بهلاك أولاده وذهاب أمواله والمرض في بدنه ، كما يأتي قصته في سورة «ص» إن شاء الله تعالى.
[٨٥] (فَاسْتَجَبْنا لَهُ) أي أجبنا دعاءه ونداءه ، وكان الإتيان من باب الاستفعال الظاهر في الطلب ، لأجل أمره سبحانه بأن يجاب دعاءه ، بما جعل من العلل الكونية والأسباب التي تترتب عليها مسبباتها ، فكأنه تعالى طلب أن يجاب أيوب (فَكَشَفْنا ما بِهِ) أي رفعنا وأزلنا الشيء