مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْناهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَذِكْرى لِلْعابِدِينَ (٨٤) وَإِسْماعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ (٨٥)
____________________________________
الذي كان بأيوب (مِنْ ضُرٍّ) في بدنه وماله وولده ، وكأن الضر ستر يشتمل على الإنسان ، فإذا أزيل ، انكشف ما تحته (وَآتَيْناهُ) أي أعطيناه ورددنا إليه (أَهْلَهُ) أولاده الذين ماتوا ابتلاء واختبارا (وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ) قال الإمام الصادق عليهالسلام : إن الله سبحانه رد على أيوب أهله الذين هلكوا وأعطاه مثلهم معهم وكذلك رد الله عليه أمواله ومواشيه بأعيانها وأعطاه مثلها معها ، والله سبحانه قادر على إحياء الأموات ، كما هو قادر على أن يعطي الإنسان أولادا وأموالا (١).
(رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا) أي إن كشف ضره وإعطاء ما فقده ، ومثله معه ، كان فضلا ولطفا من لدنا لأيوب ، وكل رحمة منه سبحانه ، إلا أن التخصيص هنا للتشريف (وَذِكْرى لِلْعابِدِينَ) أي لأجل أن يكون ذلك موعظة وتذكيرا لمن عبدنا وأنه إذا أخذنا منه شيئا فإنا نرده إليه مع الزائد ، وإن الأخذ لمصلحة وحكمة.
[٨٦] (وَ) اذكر يا رسول الله (إِسْماعِيلَ) بن إبراهيم عليهالسلام وحيث لم يذكر هناك ، ذكره هنا مستقلا (وَإِدْرِيسَ) وهو أول من خاط اللباس بوحي الله سبحانه (وَذَا الْكِفْلِ) وقد روي عن الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام أنه يوشع بن نون (كُلٌ) أي كل هؤلاء الأنبياء (مِنَ الصَّابِرِينَ) أي من الأنبياء الذين صبروا على مشاق التكليف ، ولم
__________________
(١) الخرائج : ج ٢ ص ٩٣٣.