فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ (٨٨) وَزَكَرِيَّا إِذْ نادى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوارِثِينَ (٨٩) فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَوَهَبْنا لَهُ يَحْيى وَأَصْلَحْنا
____________________________________
وقوله سبحانه لآدم وحواء : (فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ) (١).
[٨٩] (فَاسْتَجَبْنا لَهُ) أي أجبنا دعاءه ، فقد كان ذكره تعريضا بطلب خلاصه ، في أدب ولطف (وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمِ) الذي أخذ به ، بأن ألقاه الحوت إلى الشاطئ ، بعد أربعين يوما كان في بطنه (وَكَذلِكَ) أي كما أنجينا يونس (نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ) الذين يدعوننا ويستغفرون لسالف ذنوبهم
[٩٠] (وَ) اذكر يا رسول الله (زَكَرِيَّا) النبي عليهالسلام (إِذْ نادى رَبَّهُ) أي حين دعا الله سبحانه أن يعطيه الولد ، حيث لم يكن له ولد يخلفه ، فقال يا (رَبِّ لا تَذَرْنِي) أي لا تدعني (فَرْداً) وحيدا بلا أولاد ، وبدون عقب (وَأَنْتَ خَيْرُ الْوارِثِينَ) وقد كان هذا تأدبا من زكريا عليهالسلام فهو لا يطلب الولد لأنه غير معترف بأن وارثة الله خير وراثة ، كما يظن بعض الناس أنهم إذا ماتوا بلا عقب لا أحد في الكون يرعى شؤونهم الدنيوية أو الدينية وإنما يطلب بعد الاعتراف لما يعرف من جريان العادة الكونية على أن الولد والعقب هو السبب العادي الذي جعله الله سبحانه للخلافة والقيام مقام الآباء في إدارة شؤونهم.
[٩١] (فَاسْتَجَبْنا لَهُ) دعاءه (وَوَهَبْنا لَهُ يَحْيى) ليخلفه من بعده (وَأَصْلَحْنا
__________________
(١) البقرة : ٣٦.