وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِما رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذابَهُما طائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (٢) الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلاَّ زانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً
____________________________________
ببعض القيود المستفاد من الشرع ـ كما هو مذكور في كتاب الحدود ـ (وَلا تَأْخُذْكُمْ) أيها الحكام المجرون للحد (بِهِما) أي بأي من الزاني والزانية (رَأْفَةٌ) أي شفقة ورحمة (فِي دِينِ اللهِ) أي في هذا الحد المرتبط بالدين ، الذي أنزله الله من السماء (إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) أي تعتقدون بالله ، وتقرون بالبعث والنشور (وَلْيَشْهَدْ) أي اللازم أن يحضر (عَذابَهُما) أي في حال جلد الزانية والزاني (طائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) أي جماعة منهم ، ليكون أردع للزناة ، حيث يرون العذاب والفضيحة ، وينشر الخبر بسبب أولئك مما شاهدوه عيانا ، ومن الغريب أن بعض الغربيين ـ الذين أباح قانونهم التنكيل بالبشر ، بما لا يتحمل الإنسان على مجرد سماعه ، كاستعمال الكلابيب للجسم ، والحقنة بالبيضة والقنينة والماء الحار ، والحمامات الحارة والباردة ، التي تنقط على رؤوس مجرميهم ، وكي البدن بالمكاوي الكهربائية ، وأشباهها مما يتقزز منه الجسم ، ويستبشعه ، حتى من له أقل شعور يعيبون على الإسلام مثل هذا القانون المطهر للمجتمع عن كثير من أنواع الفساد والرذيلة ، نعم إنهم أرادوا أن يزنوا فأباحوا ذلك ، وعابوا مثل هذا القانون ولو أرادوا الطهارة لرأوا أن هذا القانون هو القانون العادل الذي لا يجد الإنسان مطهرا للمجتمع مثله.
[٤] ثم أراد سبحانه تفظيع الأمر عليهما ، فقال (الزَّانِي لا يَنْكِحُ) أي لا يزني ، والنكاح في اللغة هو الوطء (إِلَّا زانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً) فإن