وَالزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُها إِلاَّ زانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (٣) وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ
____________________________________
المؤمنة العفيفة لا تكون طرفا لزنى الرجل الزاني ، وهذا كقوله سبحانه (الْخَبِيثاتُ لِلْخَبِيثِينَ) (١) (وَالزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُها) أي لا يطأها (إِلَّا زانٍ أَوْ مُشْرِكٌ) فإن المؤمن العفيف ، لا يكون طرفا لزنى المرأة الزانية ، وكأن هذا لدحض زعم بعض الناس الذين يتعاطون الزنى ، زاعمين أنهم أعفاء ، وإنما طرفهم فقط ، رجل سيئ ، أو امرأة سيئة ، وقد يرى الإنسان رجلا ، يدخل بيت الدعارة زاعما أنه يقضي حاجة ، وإنما المرأة هي الزانية ، أليس هو يقضي حاجة ، وهي شغلها الزنى؟ وكذا في صورة العكس ، وقد ذكروا في سبب نزول الآية ما روي عن الإمامين الباقر والصادق عليهالسلام ، قالا هم رجال ونساء كانوا على عهد الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم مشهورين بالزنى ، فنهى الله عن أولئك الرجال والنساء (٢) ، وفي الآية احتمال آخر وما ذكرناه هو الظاهر منها بملاحظة بعض القرائن الداخلية والخارجية (وَحُرِّمَ ذلِكَ) النكاح للزاني أو الزانية (عَلَى الْمُؤْمِنِينَ) فالمؤمن لا يكون طرف زانية ، والمؤمنة لا تكون طرف زان.
[٥] ثم انتقل السياق إلى حكم من يرمي المؤمنة بالزنى (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ) أي يقذفون النساء العفيفات بالزنى ، بنسبة الزنا إليهن ، و «المحصنة» هي المرأة العفيفة وتسمى محصنة ، لأنها أحصنت وحفظت نفسها بالعفاف ، ولا مفهوم للآية حتى يدل على أن رمي غير
__________________
(١) النور : ٢٧.
(٢) راجع مستدرك الوسائل : ج ١٤ ٣٩٠.