وَقالُوا هذا إِفْكٌ مُبِينٌ (١٢) لَوْ لا جاؤُ عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَداءِ فَأُولئِكَ عِنْدَ اللهِ هُمُ الْكاذِبُونَ (١٣) وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِيما أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذابٌ عَظِيمٌ (١٤) إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ
____________________________________
(وَقالُوا) حين سمعوا الخبر (هذا إِفْكٌ) أي كذب (مُبِينٌ) ظاهر أي لماذا لم يقولوا هكذا؟
[١٤] (لَوْ لا جاؤُ) أي هلّا جاءت العصبة القاذفة (عَلَيْهِ) أي على الإفك الذي قذفوا مارية به (بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ) كما هو التشريع أن يأتي القاذف بأربعة شهود (فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَداءِ) أي حين لم يكن لهم شهيد يشهد بصدقهم (فَأُولئِكَ) الذين صنعوا هذا الإفك (عِنْدَ اللهِ) في حكمه (هُمُ الْكاذِبُونَ) لأن القاذف يرمى بالكذب حتى يقيم الشهود.
[١٥] (وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ) أيها المسلمون (وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ) بأن أمهلكم للتوبة ، ولم يعاجلكم بالعقوبة (لَمَسَّكُمْ) أي أصابكم (فِيما أَفَضْتُمْ) أي خضتم (فِيهِ) من الإفك ، والإفاضة في الشيء الدخول فيه (عَذابٌ عَظِيمٌ) مؤلم شديد ، إذ الإفك كان كبيرا حيث إنه وقيعة في بيت النبي وشرفه صلىاللهعليهوآلهوسلم مما يوهن طهارة الرسالة في نظر الناس ، فيقول الكفار والمنافقون كيف يأمر النبي بالطهارة ، وزوجته على ما هي عليه؟
[١٦] (إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ) أصله «تتلقونه» حذف إحدى التاءين على القاعدة ، فيما إذا اجتمع في أول المضارع تاءان ، والمراد تلقي بعضكم هذا الإفك عن بعض بالسؤال عنه وجاء «بألسنتكم» ليوضح ، إن التلقي