إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (١٩) وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللهَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ (٢٠)
____________________________________
وينهاكم ، فإنها طبق الصلاح والحكمة.
[٢٠] (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفاحِشَةُ) أي تنتشر وتظهر الصفة الفاحشة ، من فحش بمعنى تعدى وتسمى المعصية الكبيرة فاحشة ، لأنها تتجاوز الحد كثيرا وإن كان كل عصيان يتجاوز الحد المقرر ، وهل المراد ب «يحبون» مجرد الميل القلبي حتى يكون لهذا الميل إثم ، أو هو كناية عن القيام بالإشاعة لما سبق من أن كلا من الفعل والإرادة يستعمل في الآخر (فِي الَّذِينَ آمَنُوا) أي بالنسبة إليهم ، بأن يقذفوهم بها ، أو يوسعون دائرة القذف ، صدقا كان أم كذبا (لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) أي مؤلم موجع (فِي الدُّنْيا) بالجلد والتعزير (وَالْآخِرَةِ) بالنار والنكال (وَاللهُ يَعْلَمُ) مضار إشاعة الفاحشة ، وما فيها من العقاب والنكال (وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) فلا تفعلوا ما لا تعلمون إضراره وعقوباته.
[٢١] (وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ) أيها المسلمون حيث عفى عنكم ، عن هذه الجريمة ، ولم يعاجلكم بالعقاب وأمهلكم لتتوبوا (وَأَنَّ اللهَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ) بكم ، لأخذكم العذاب في هذه النسبة التي نسبتموها إلى مارية زوجة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وقد حذف جواب «لو لا» تهويلا ، كما تقدم.