وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (٢١) وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبى وَالْمَساكِينَ وَالْمُهاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ
____________________________________
من المؤمنين ، من الذين ساروا في الطريق ، وامتثلوا الأوامر ، كما قال سبحانه (وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا) (١) (وَاللهُ سَمِيعٌ) لأقوالكم يجزيكم على حسبها (عَلِيمٌ) بضمائركم ونياتكم ، فارتقبوا الأقوال والنيات لكي تحظوا برضاه وفضله.
[٢٣] نقل في الجوامع عن بعض أن آية «ولا يأتل» نزلت في جماعة من الصحابة حلفوا أن لا يتصدقوا على من تكلم بشيء من الإفك ولا يواسوهم (وَلا يَأْتَلِ) من الألية ـ على وزن فعلية ، بمعنى اليمين والحلف أو من «الألو» بمعنى التقصير ، أي لا يحلف أو لا يقصر (أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ) أي الزيادة في أموالهم عن قدر حاجتهم (وَالسَّعَةِ) أي التوسعة في أرزاقهم (أَنْ يُؤْتُوا) من فضلهم وسعتهم (أُولِي الْقُرْبى) أي أقربائهم فلا يحلفوا على عدم إعطاء أقربائهم من فضلهم (وَالْمَساكِينَ) من غير أقربائهم (وَالْمُهاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللهِ) فإن القرابة والمسكنة والمهاجرة توجب الترحم ، وإعطاء الفضل ـ وإن كان أصحابها ، قد أفاضوا في الإفك ـ (وَلْيَعْفُوا) عنهم فيما اقترفوا من الذنب (وَلْيَصْفَحُوا) كأنهم يعطون صفح وجههم إلى أولئك فإن من يريد أن يري الطرف أنه لم ير ما صدر منه أمال وجهه عنه وجعل صفح وجهه إليه (أَلا تُحِبُّونَ) يا أصحاب الفضل والسعة (أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ)
__________________
(١) العنكبوت : ٧٠.