وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٢٢) إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ الْغافِلاتِ الْمُؤْمِناتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (٢٣) يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (٢٤)
____________________________________
فكما تحبون مغفرته ، اغفروا لمن أساء فمن غفر الناس غفر الله له؟ أو المراد أن الله يغفر لكم إذا غفرتم لهم (وَاللهُ غَفُورٌ) للذنوب (رَحِيمٌ) بعباده ، فتخلقوا بأخلاقه ، وتأدبوا بأدبه ، واغفروا لمن أساء يغفر الله لكم.
[٢٤] (إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ) أي يقذفون وينسبون الزنا إلى (الْمُحْصَناتِ) أي النساء العفائف (الْغافِلاتِ) عن الفواحش ، فهن في غفلة عن الإثم ، وإذا بهن يرين إلصاق التهمة البشعة بهن (الْمُؤْمِناتِ) بالله ورسوله ودينه واليوم الآخر (لُعِنُوا) أي طردوا عن رحمة الله سبحانه (فِي الدُّنْيا) بأمره سبحانه بجلدهم على قذفهم (وَالْآخِرَةِ) بالنكال والعذاب (وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ) وهو النار التي تنضج الأكباد والكلى ، وسائر ما أعد في جهنم من ألوان العذاب.
[٢٥] (يَوْمَ) منصوب على الظرفية ، أي أن ذلك العذاب يكون في يوم (تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ) بإنطاق الله لها ، بدون أن يريدوا القول هم بأنفسهم ، وإنما يشهد لحم اللسان (وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ) بالمعاصي التي ارتكب كل واحدة منها ، فتشهد اللسان ـ مثلا ـ بأنها كذبت وافترت ، وتشهد اليد بأنها تناولت الحرام ، والرجل بأنها مشت إلى السرقة (بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) كما قال سبحانه في آية أخرى (الْيَوْمَ نَخْتِمُ