يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ (٢٥) الْخَبِيثاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثاتِ
____________________________________
عَلى أَفْواهِهِمْ وَتُكَلِّمُنا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ) (١) وفي آية أخرى أنهم بعد أداء هذه الجوارح الشهادة يتوجهون إليها وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا؟ قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء.
[٢٦] (يَوْمَئِذٍ) أي في ذلك اليوم وهو يوم القيامة (يُوَفِّيهِمُ اللهُ دِينَهُمُ الْحَقَ) أي يعطيهم الله جزاءهم العادل ، فإن الدين بمعنى الجزاء ، أو المراد جزاء دينهم ، فالمراد بالدين هو المعنى المتعارف ، (وَ) في ذلك اليوم (يَعْلَمُونَ) علما وجدانيا قطعيا (أَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُ) ولا إله سواه ، وأنه حق يعطي بالحق ويعاقب بالحق (الْمُبِينُ) أي الظاهر الذي لا غموض فيه.
[٢٧] إن النفوس الخبيثة لا تألف إلا نفوس النساء الخبيثات ، والنفوس الطيبة لا تألف إلا نفوس النساء الطيبات ، فالزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة ، والطاهر لا يباشر إلا طاهرة مؤمنة ، وهكذا العكس ، ولم يكن لمسلم أن يزني ، ولا لمسلمة أن تزني ، ولا يمكن للرسول الطاهر من كل دنس ، أن يتزوج بامرأة فاحشة زانية ، والآية ، وإن كانت عامة ، إلا أنها بمناسبة حديث الإفك (الْخَبِيثاتُ) من النساء ، والخبيث هو ضد الطيب ، وهو ما يكون في ذاته شيء مكروه ، أو عرض عليه ذلك عرض ، فمثلا الدم خبيث ، والماء الملاقي له خبيث أيضا (لِلْخَبِيثِينَ) من الرجال (وَالْخَبِيثُونَ) من الرجال (لِلْخَبِيثاتِ) من النساء
__________________
(١) يس : ٦٦.