وَالطَّيِّباتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّباتِ أُولئِكَ مُبَرَّؤُنَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (٢٦) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا
____________________________________
(وَالطَّيِّباتُ) من النساء (لِلطَّيِّبِينَ) من الرجال (وَالطَّيِّبُونَ) من الرجال (لِلطَّيِّباتِ) من النساء (أُولئِكَ) الطيبات والطيبون (مُبَرَّؤُنَ) منزهون (مِمَّا يَقُولُونَ) فيهم من الافتراء والقذف (لَهُمْ مَغْفِرَةٌ) أي غفران من الله سبحانه ، وستر لهم عن الفضيحة (وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) فليس من رزقهم الخبيث ، وإنما رزقهم مكرم لهم ، والرزق يطلق على كل عطية ، ومنحة منه سبحانه ، ولو زوجا أو زوجة.
[٢٨] لقد كان في الجاهلية ، الرجل يدخل البيت ، بلا استئذان ، حتى إذا توسطه ، قال «دخلت» وذلك كان خلاف العقل والأدب ، إذ لعل الرجل مع أهله ، أو لعل المرأة عارية تغتسل ، أو لعلهم يكرهون أن تقع العين على شيء من أمورهم ، ولذا نهى الله سبحانه عن ذلك ، وأتى السياق ـ بمناسبة حكم الزوجين والقذف ـ إلى بيان حكم البيت الذي يريد الإنسان أن يدخله ، فقال سبحانه (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ) وأما بيت الإنسان نفسه ، فلا مانع أن يدخل فيه فجأة ، وإن كره في بعض الأحوال أيضا ، كأن يطرق الإنسان أهله ليلا (حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا) الاستيناس ، طلب الأنس بالعلم أو غيره ، يقال اذهب واستأنس ، هل ترى أحدا؟ والمعنى حتى تستعلموا وتستأذنوا ، وقد روي إن رجلا قال للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : استأذن على أمي؟ فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : نعم ، قال : إنها ليس لها خادم غيري ، أفأستأذن عليها كلما دخلت؟ قال : أتحب أن تراها عريانة؟ قال الرجل : لا ، قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : فاستأذن عليها (وَتُسَلِّمُوا