عَلى أَهْلِها ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (٢٧) فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيها أَحَداً فَلا تَدْخُلُوها حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكى لَكُمْ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (٢٨)
____________________________________
عَلى أَهْلِها) أي على أهل البيوت ، وهذا هو الترتيب الطبيعي ، بأن يستأذن الإنسان ، ثم يسلم (ذلِكُمْ) أي ذلك الدخول بالاستيذان ، ثم التسليم و «كم» خطاب (خَيْرٌ لَكُمْ) أيها المؤمنون ، أي ذلك حسن ، فليس المعنى على التفضيل ، أو أنه تفضيل بالنسبة إلى ما يرى الناس فيه خيرا من الدخول المجرد (لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) أي نبين هذا الحكم لكي تتذكروا ما أودع في فطرتكم ، من كون ذلك الاستئذان من الأدب ، وأنه خير بخلاف الدخول فجأة.
[٢٩] (فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيها) أي في البيوت (أَحَداً) بأن لم تعلموا وجود أحد ، كما لو استأذنتم ، فلم يظهر أن أحدا في البيت (فَلا تَدْخُلُوها) لا تدخلوا تلك البيوت (حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ) بأن يأذن لكم أرباب الدار دخولها في أي وقت شئتم ، وإن لم يكونوا فيها (وَإِنْ) استأذنتم دارا ف (قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا) بهذا اللفظ ، أو بلفظ يفيد معناه (فَارْجِعُوا) انصرفوا ، ولا تلحوا في الدخول و (هُوَ) أي الانصراف ، إذا ظهرت أمارات كراهية دخولكم الدار (أَزْكى لَكُمْ) أطهر وأحسن ، ولعل الإتيان بلفظ «الزكاة» لما فيه من نمو النفس بالعفة ، ونمو علاقات الحب بين الأفراد (وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ) من الدخول قهرا ، أو الانصراف (عَلِيمٌ) فيجازيكم حسب أعمالكم.