إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِما يَصْنَعُونَ (٣٠) وَقُلْ لِلْمُؤْمِناتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ ما ظَهَرَ مِنْها وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلى جُيُوبِهِنَّ
____________________________________
أمثال هذا المقام لا يراد التفضيل من نحو «أزكى» ومعنى الزكاة الطهارة والنمو ، فإن حفظ العين والفرج موجب لطهارة النفس ، ونمو الأخلاق الرفيعة (إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ) أي عالم (بِما يَصْنَعُونَ) من النظر أو الغض ، وتعاطي الحرام بالفرج والحفظ.
[٣٢] (وَقُلْ) يا رسول الله (لِلْمُؤْمِناتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصارِهِنَ) بأن لا يمدنها إلى ما لا يحل النظر (وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَ) بأن لا يتعاطين الزنا ، وما أشبه ، كالسحق وغيره (وَلا يُبْدِينَ) أي لا يظهرن عن عمد (زِينَتَهُنَ) المراد ، إما مواضع الزينة كالمعصم ، والأذن ، والرقبة ، والرجل ، أو الزينة نفسها ، وإذا صار اللفظ محتملا وجب الاجتناب عن الأمرين تحصيلا للبراءة عما علم إجمالا تحريمه (إِلَّا ما ظَهَرَ مِنْها) أي من الزينة ، والذي أراه ظاهرا من الآية ، أنه استثناء عن الإبداء ، يعني ، أن ما ظهر بغير اختيارهن ، ليس عليه بأس ، كما إذا هبت الريح فرفعت العباءة وأبدت الزينة (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَ) جمع خمار وهو ما تلف المرأة على رأسها خمارا ، لأنه يستر الرأس وما حولها ، فإن مادة «خمر» بمعنى الستر ، ومنه سمي «الخمر» خمرا ، لسترها العقل ، (عَلى جُيُوبِهِنَ) الجيب ، هو شق الثوب طرف الصدر ، وذلك لئلا يبدو الصدر من الشق ، أو المراد به ستر الوجه والصدر ، فإن سدل طرف الخمار إلى الصدر ، مستلزم لستر الوجه ، ويؤيد ذلك ما روي عن الإمام الباقر عليهالسلام : أنه استقبل شاب