الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (٥٦) لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَأْواهُمُ النَّارُ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ (٥٧) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ
____________________________________
الرَّسُولَ) في كل ما يأمركم به (لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) أي لكي يرحمكم الله سبحانه ويتفضل عليكم جزاء أعمالكم.
[٥٨] وإذ تقدم وعد الله لعباده الصالحين باستخلافهم الأرض ذكر أنه ليس الكفار أعجزوه سبحانه فلم يتمكن منهم ، وإنما ذلك امتحان لأيام قلائل حتى يصيروا إلى النار (لا تَحْسَبَنَ) أي لا تظنن يا رسول الله ، أو من يأتي منه الظن (الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ) أي قد أعجزونا عن أخذهم وإزالتهم والانتقام منهم (وَمَأْواهُمُ النَّارُ) أي مستقرهم ومصيرهم من «أوى» بمعنى اتخذ المأوى (وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ) أي بئس المأوى النار المعدة للكفار.
[٥٩] ومن أدب العائلة أن يكون للزوجين أوقات خلوة ، لا يدخل عليهم من الخدم والأطفال أحد إلا بعد الاستئذان ، فقد تقدم لزوم الاستئذان لمن في خارج البيت إذا أراد الدخول ، وهنا يبين السياق لزوم الاستئذان لمن في داخل البيت إذا أراد الدخول في غرفة العائلة ، وذلك في ثلاثة أوقات ، هي قبل وقت صلاة الفجر ، وقبل وقت صلاة الظهر أو بعده ، وبعد وقت صلاة العشاء حيث أن في هذه الأوقات يستريح الإنسان ، وكثيرا ما تبدو العورات (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ) أي يلزم أن يطلبوا الإذن منكم إذا أرادوا الدخول في غرفتكم الخاصة ومحل استراحتكم (الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ) وهم العبيد والإماء ، ونسبة الملك إلى اليمين لأن اليد ـ وبالأخص اليمين ـ هي العضو الكثير