وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشاءِ ثَلاثُ عَوْراتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلا عَلَيْهِمْ جُناحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ
____________________________________
العمل الذي يكتسب حتى ينفق الإنسان الثمن في شراء العبد (وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ) من الأطفال المميزين ، أما سائر الناس كالأولاد الكبار والأقرباء الذين يجمعهم دار واحدة ، فقد سكتت عنهم الآية لوضوح أنهم مردوعون ذاتا عن اقتراف الدخول بلا استئذان ، كما سيفهم من الآية الآتية. (ثَلاثَ مَرَّاتٍ) أي في كل يوم (مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ) حيث الإنسان في فراش النوم ، أو يبدل ثوبه للخروج (وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيابَكُمْ) بعد الرجوع إلى الدار (مِنْ) بعد (الظَّهِيرَةِ) والمراد إما وقت القيلولة قبيل الظهر وإما وقت المنام بعد الظهر (وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشاءِ) حيث يخلع الإنسان ثيابه للمنام ، هذه (ثَلاثُ عَوْراتٍ لَكُمْ) وإنما سمي الأوقات بالعورة ، لانكشاف العورة في هذه الأوقات غالبا ، من باب الإسناد إلى السبب ، فالأوقات مبدية للعورة ، لا أنها عورة ، أو من باب الإسناد إلى الظرف ، فالأوقات ظرف لظهور العورة ، ولا يخفى أن الملاك موجود في غير هذه الأوقات الثلاث فيما جرت العادة بالخلوة فيها (لَيْسَ عَلَيْكُمْ) أيها المؤمنون (وَلا عَلَيْهِمْ جُناحٌ) أي الخدم والغلمان (بَعْدَهُنَ) أي فيما بعد هذه الأوقات الثلاثة والمراد ببعدهن ، سائر الأوقات ، لا خصوص بعد المقابل لقبل ، نحو «من بعد الله» (طَوَّافُونَ) الطائف هو الذي يختلف إلى مكان ، ومنه سمي الطواف والسعي ، في الحج ، طوافا (عَلَيْكُمْ)