كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آياتِهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٥٩) وَالْقَواعِدُ مِنَ النِّساءِ اللاَّتِي لا يَرْجُونَ نِكاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُناحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ
____________________________________
الأحرار ، وكما بين الله سبحانه هذا الحكم (كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آياتِهِ) الدالة على الأخلاق والأحكام (وَاللهُ عَلِيمٌ) بالمصالح (حَكِيمٌ) فيما يأمر وينهى ، فاللازم أن يتبع الإنسان أحكامه لأنها صادرة عن علم وحكمة.
[٦١] وإذ قد تقدم حرمة إبداء النساء زينتهن ولزوم الحجاب ، جاء السياق ليستثني عن ذلك النساء اللاتي تقدمن في السن ، حتى خلت أجسامهن عن الإثارة ، وعفت نفوسهن عن الشهوة ، فلا يثرن شهوة ، ولا يشتهين أمرا (وَالْقَواعِدُ) جمع قاعدة ، وهي التي قعدت عن الحيض وقابلية الزواج (مِنَ النِّساءِ اللَّاتِي) جمع التي (لا يَرْجُونَ نِكاحاً) أي لا يطمعن في النكاح و «يرجون» مشترك بين الجمع المذكر والمؤنث ، كما لا يخفى. (فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُناحٌ أَنْ يَضَعْنَ) أي يتركن (ثِيابَهُنَ) المرتبطة بالنساء كالجلباب الذي تلبسه المرأة فوق الخمار والحجاب وما أشبه ذلك ، فقد جاز لهن أن يخرجن بملابسهن العادية ، بدون ستر البدن بجلباب كبير وبدون ستر الوجه واليدين والقدمين ، في حال كونهن (غَيْرَ مُتَبَرِّجاتٍ بِزِينَةٍ) التبرج الظهور ، أي غير ظاهرات مع زينة مثيرة ، كالحلي ، والثياب الجميلة ، والزخارف الملونة ، فاللازم أن يكون قصدهن التخفيف لإظهار الزينة (وَ) مع ذلك (أَنْ يَسْتَعْفِفْنَ)