قوله جل ذكره : (أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ (٢))
أي فصلت آياته بألا تعبدوا إلا الله.
ويقال معناه فى هذا الكتاب ألا تعبدوا إلا الله ، إنى لكم منه (نَذِيرٌ) مبين بالفرقة ، (وَبَشِيرٌ) بدوام الوصلة ، (فالفرقة بل فى عاجله واحدا) (١).
قوله جل ذكره : (وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ)
استغفروا ربّكم أولا ثم توبوا إليه بعده.
والاستغفار طلب المغفرة ، يعنى قبل أن تتوبوا اطلبوا منه المغفرة بحسن النّظرة ، وحمل الرجاء والثقة بأنه لا يخلّد العاصي فى النار ، فلا محالة يخرجه منها .. فابتدئوا باستغفاركم ، ثم توبوا بترك أوزاركم ، والتنقّى عن إصراركم.
ويقال استغفروا فى الحال مما سلف ، ثم إن الممتم بزلّة أخرى فتوبوا.
ويقال استغفروا فى الحال ثم لا تعودوا إلى ارتكاب الزلة فاستديموا التوبة ـ إلى مآلكم ـ مما أسلفتم من قبيح أعمالكم.
ويقال (اسْتَغْفِرُوا) : الاستغفار هو التوبة ، والتنقى من جميع الذنوب ، ثم (تُوبُوا) من توهّم أنكم تجابون بتوبتكم ، بل اعلموا أنه يجيبكم بكرمه لا بأعمالكم.
ويقال «الاستغفار» : طلب حظوظكم من عفونا .. فإذا فعلتم هذا فتوبوا عن طلب كل حظ ونصيب ، وارجعوا إلينا ، واكتفوا بنا ، راضين بما تحوزونه من التجاوز عنكم أو غير ذلك مما يخرجكم به.
قوله جل ذكره : (يُمَتِّعْكُمْ مَتاعاً حَسَناً إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى)
أي نعيّشكم عيشا طيبا حسنا مباركا.
ويقال هو إعطاء الكفاية مع زوال الحرص.
ويقال هو القناعة بالموجود.
__________________
(١) هذه عبارة إما أنها زائدة نتيجة خطأ فى النسخ ، أو أن بها اضطرابا فى الكتابة أفقدها المعنى.