هكذا كاد يوسف عليهالسلام ألا يسكت حين أخذ فى شرح التوحيد وذكر المعبود ، وفى الخبر : من أحبّ شيئا أكثر من ذكره.
قوله جل ذكره : (يا صاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُما فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً وَأَمَّا الْآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيانِ (٤١))
اشتركا فى السؤال واشتركا فى الحكم وفى دخول السجن ، ولكن تباينا في المآل ؛ واحد صلب ، وواحد قرّب ووهب .. وكذا قضايا التوحيد واختيار الحق ؛ فمن مرفوع : فوق السّماك مطلعه ، ومن مدفون : تحت التراب مضجعه.
قوله جل ذكره : (وَقالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ ناجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْساهُ الشَّيْطانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ (٤٢))
يتبيّن أنّ تعبير الرؤيا ـ وإن كان حقا ـ فهو بطريق غلبة الظّنّ دون القطع.
ثم إنه عاتب يوسف عليهالسلام لأنه نسى فى حديثه من يستعين به حين قال : (اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ).
ويقال إنه طلب من بشر عوضا على ما علّمه ، وفى بعض الكتب المنزلة : يا ابن آدم ، علّم مجانا كما علّمت مجانا.
ولما استعان بالمخلوق طال مكثه فى السجن ، كذلك يجازى الحقّ ـ سبحانه ـ من يعلّق قلبه بمخلوق.
قوله جل ذكره : (وَقالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرى سَبْعَ بَقَراتٍ سِمانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يابِساتٍ