قوله جل ذكره : (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُماتُ وَالنُّورُ)
الأعمى من على بصيرته غشاوة وحجبة ، والبصير من كحلّ الحقّ بصيرة سرّه بنور التوحيد .. لا يستويان!
ثم هل تستوى ظلمات الشّرك وأنوار التوحيد؟ ومن جملة النور الخروج إلى ضياء شهود التقدير.
قوله جل ذكره : (أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْواحِدُ الْقَهَّارُ)
أي لو كان له شريك لوجب أن يكون له ند مضاه ، وفى جميع الأحكام له مواز ، ولم يجد حينئذ التمييز بين فعليهما.
وكذلك لو كان له ند .. فإنّ إثباتهما شيئين اثنين يوجب اشتراكهما فى استحقاق كل وصف ، وأن يكون أحدهما كصاحبه أيضا مستحقا له ، وهذا يؤدى إلى ألا يعرف المحلّ .. وذلك محال.
قوله جل ذكره : (قُلِ اللهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْواحِدُ الْقَهَّارُ)
(كُلِّ شَيْءٍ) تدخل فيه المخلوقات بصفاتها وأفعالها ، والمخاطب لا يدخل فى الخطاب.
(وَهُوَ الْواحِدُ) : الذي لا خلف عنه ولا بدل (١) ، الواحد الذي فى فضله منزه عن فضل كل أحد ، فهو الكافي لكلّ أحد ، ويستعين به كل أحد.
و (الْقَهَّارُ) : الذي لا يجرى يخلاف حكمه ـ فى ملكه ـ نفس.
قوله جل ذكره : (أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسالَتْ أَوْدِيَةٌ
__________________
(١) وردت (يدل) بالياء وهى خطأ فى النسخ.