أنزل هذه الآية على جهة التسلية للرسول ـ صلىاللهعليهوسلم ـ عما كان يلاقيه منهم. وكما أن هؤلاء فى التكذيب جروا على نهجهم فنحن أدمنا سنّتنا فى التعذيب معهم.
قوله جل ذكره : (أَفَمَنْ هُوَ قائِمٌ عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ)
الجواب فيه مضمر ؛ أي أفمن هو مجرى ومنشئ الخلق والمطّلع عليهم ، لا يخفى عليه منهم شىء كمن ليس كذلك؟ لا يستويان غدا أبدا.
قوله جل ذكره : (وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِما لا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ أَمْ بِظاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ)
قل لهم أرونى أي تأثير منهم ، وأي نفع لكم فيهم ، وأي ضرر لكم منهم؟ أتقولون ما يعلم الله بخلافه؟ وهذا معنى قوله : (بِما لا يَعْلَمُ).
قوله جل ذكره : (بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ ، وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ).
أي قد تبين لكم أن ذلك من كيد الشيطان ، وزين للذين كفروا مكرهم ، وصاروا مصدودين عن الحق ، مسدودة عليهم الطّرق ، فإنّ من أضلّه حكمه ـ سبحانه ـ لا يهديه أحد قطعا.
قوله جل ذكره : (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ أُكُلُها دائِمٌ وَظِلُّها تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا وَعُقْبَى الْكافِرِينَ النَّارُ (٣٥))
المثل أي الصفة ، فصفة الجنة التي وعد المتقون هى أنها جنة تجرى من تحتها الأنهار ، وأكلها دائم وظلها دائم ، أي أن اللذات فيها متصلة. وإنما لهم جنات معجلة ومؤجلة ، فالمؤجّلة